في كل طفل شرارة تنتظر من يشعلها، ومع الأطفال ذوي التوحد تكون هذه الشرارة فريدة ومضيئة بطريقتها الخاصة، وفي ظل التحديات التي يواجهها هؤلاء الأطفال في مسارات التعليم والتواصل، يبرز تعليم اللغة الانجليزية كلغة ثانية كأحد المفاتيح الأساسية لتمكينهم من التعبير والفهم والانفتاح على العالم، ولابد من معرفة كيفية تعليم اللغة الانجليزية للاطفال المصابين بالتوحد بطريقة فعالة، و من هذا المنطلق يحرص معهد سبارك على تبنّي استراتيجيات تعليمية تراعي خصوصية طفل التوحد، وتستند إلى فهم علمي وإنساني عميق، ويستعرض هذا المقال تأثير التوحد على عملية تعلم اللغة الانجليزية، ويكشف كيف يمكن لمؤسسات تعليمية متخصصة كمعهد سبارك أن تلعب دورًا محوريًا في إحداث فرق حقيقي في حياة هؤلاء الأطفال.
استراتيجيات فعّالة في تعليم اللغة الانجليزية للاطفال المصابين بالتوحد
يُعد اضطراب التوحد أحد الاضطرابات النمائية العصبية التي تؤثر على كيفية تفاعل الأطفال مع الآخرين، وتؤثر بشكل مباشر على مهارات التواصل سواء كانت لفظية أو غير لفظية، ونظرًا لأن تعلم لغة جديدة يعتمد بدرجة كبيرة على التفاعل والفهم الاجتماعي، فإن الأطفال المصابين بالتوحد يواجهون تحديات فريدة عند تعلم اللغة الانجليزية، فهم لا يعانون من صعوبات عقلية بالضرورة، لكن طريقة استيعابهم للمعلومات تختلف، ما يتطلب الوعي الكامل بـ كيفية تعليم اللغة الانجليزية للاطفال المصابين بالتوحد بأساليب تعليمية مصممة خصيصًا لتلائم احتياجاتهم.
كما يُعد تعليم اللغة الانجليزية للاطفال المصابين بالتوحد تحديًا يتطلب استخدام اساليب تربوية متخصصة تدمج بين التكرار البصري والسمعي والدعم السلوكي الإيجابي، و في مركز سبارك لتطوير مهارات اللغة الانجليزية عند الاطفال نعتمد على استراتيجيات فعّالة مثل التعليم القائم على الصور (PECS)، وتقنيات تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، واستخدام القصص المصورة التفاعلية لتعزيز الفهم والاستيعاب وتتمثل استراتيجيتنا في التالي:
التعلم من خلال الصور والوسائط البصرية
يُعتبر التعلم البصري من أنجح الأساليب في تعليم الأطفال المصابين بالتوحد، نظرًا لقدرتهم العالية على معالجة المعلومات الصورية مقارنة باللفظية، وفي مركز سبارك نعتمد على منهج بصري شامل يدمج الصور والرموز و الفيديوهات التفاعلية والقصص المصورة لتعليم اللغة الانجليزية بطريقة جذابة وآمنة، يُستخدم نظام التواصل عبر تبادل الصور (PECS) لمساعدة الأطفال على التعبير عن احتياجاتهم بالكلمات، كما يتم توظيف الوسائط المتعددة مثل التطبيقات الذكية، الفيديوهات القصيرة، والعروض التفاعلية لتعزيز الفهم السمعي البصري،و يسمح هذا الأسلوب للطفل بـ تعلم مفردات اللغة الانجليزية والأفعال، والجمل البسيطة من خلال الربط بين الكلمة والصورة، مما يسهل التذكّر ويزيد من تحفيز الطفل على التعلم، في هذا الصدد أثبتت تجارب سبارك أن استخدام الوسائط البصرية يرفع معدل الاستجابة اللغوية ويُحسّن المهارات التواصلية وبذلك أدركنا بمهارة كيفية تعليم اللغة الانجليزية للاطفال المصابين بالتوحد، و لأن العديد من الأطفال المصابين بالتوحد يميلون إلى التعلم البصري أكثر من السمعي، فإننا نعتمد على ما يلي:
- استخدام البطاقات المصورة والمقاطع المصورة يساعد على ربط الكلمة بالصورة.
- الوسائط التفاعلية مثل التطبيقات التعليمية والفيديوهات الموجهة للاطفال، توفر بيئة جذابة ومشوقة.
- الرسوم التوضيحية عند تعلم المفردات تعزز الذاكرة طويلة المدى.
أهمية الروتين والتكرار في عملية التعلم
يُعد الروتين والتكرار عنصرين أساسيين في كيفية تعليم اللغة الانجليزية للاطفال المصابين بالتوحد لما لهما من دور كبير في تعزيز الشعور بالأمان وتنظيم البيئة التعليمية، و في مركز سبارك، يتم تصميم جداول تعليمية يومية ثابتة، تدمج اللغة الانجليزية ضمن أنشطة مألوفة ومكررة، مثل تحية الصباح و تسمية الأدوات والأنشطة الروتينية كالأكل واللعب. كما أن التكرار المتدرج للكلمات والعبارات في سياقات متعددة يُعزز من ترسيخ اللغة في الذاكرة طويلة المدى، بينما يساعد الروتين على تقليل القلق وتحفيز الطفل على التفاعل بثقة، كما يعتمد سبارك على افضل تطبيقات تعلم اللغة الانجليزية و تقنيات متقدمة مثل التكرار السمعي باستخدام الأغاني التعليمية، والبطاقات المصورة المتكررة، وتمارين إعادة النطق، مما يسهم في تحسين نطق الطفل وفهمه للكلمات، وقد أثبت العلم أن دمج الروتين مع التكرار في بيئة داعمة يسهم بفعالية في بناء مهارات اللغة الانجليزية لدى الأطفال من ذوي اضطراب التوحد.
التدريس الفردي مقابل التعلم الجماعي
يمثل اختيار الأسلوب التعليمي المناسب سواء كان التدريس الفردي أو التعلم الجماعي عاملًا حاسمًا في نجاح تعليم اللغة الانجليزية للاطفال المصابين بالتوحد، لذا فإننا في مركز سبارك، نؤمن بأهمية الموازنة بين الطريقتين بناءً على احتياجات كل طفل، و يُعد التدريس الفردي مثاليًا لتقديم محتوى مخصص يراعي الفروق الفردية في قدرات الطفل، ويساعد في التركيز على أهداف لغوية محددة مثل النطق أو فهم اساسيات اللغة الانجليزية وفي المقابل يُوفر التعلم الجماعي فرصًا ثمينة لتعزيز المهارات الاجتماعية والتفاعل اللفظي، واستخدام اللغة في مواقف حقيقية ضمن بيئة مشجعة، و يعتمد فريق سبارك نهجًا مرنًا يمزج بين الجلسات الفردية للتأسيس، والأنشطة الجماعية لتطبيق اللغة والتواصل، مما يمنح الطفل أفضلية في التطور الشامل من حيث النطق، الفهم، والثقة في تعليم اللغة الانجليزية من البداية.
أدوات وتقنيات مساعدة في تعليم اللغة الانجليزية للاطفال
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، أصبح تعليم اللغة الانجليزية للاطفال أكثر فاعلية وسهولة بفضل استخدام أدوات وتقنيات تعليمية تفاعلية تجمع بين المتعة ، وعليه يتبع معهد سبارك افضل تطبيقات تعلم اللغة الانجليزية المصممة خصيصًا لتعليم اللغة الانجليزية للاطفال بطريقة ممتعة وجذابة، و يعتمد سبارك على افضل البرامج لتعلم اللغة الانجليزية وتطبيق تقنيات التعليم المخصص حيث يقدم محتوى تعليميًا يتناسب مع مستوى الطفل وقدرته اللغوية، مما يساعد على تحقيق تقدم ملموس في مهارة الاستماع في اللغة الانجليزية و مهارة النطق والقراءة والكتابة.
دور الأسرة في دعم تعليم اللغة الانجليزية للاطفال المصابين بالتوحد
يلعب دور الأسرة دورًا حيويًا في دعم كيفية تعليم اللغة الانجليزية للاطفال المصابين بالتوحد، حيث تمثل الأسرة البيئة الأولى والأكثر أمانًا لتعلم اللغة وممارستها، إذ يحتاج الطفل المصاب بالتوحد إلى دعم خاص واستراتيجيات تعليمية تراعي احتياجاته الحسية والمعرفية، وهنا تظهر أهمية تفاعل الأسرة وتعاونها مع المعلمين و أخصائيي النطق، ويمكن للأهل تعزيز تعلم اللغة من خلال الروتين اليومي، مثل التحدث باللغة الانجليزية في مواقف الحياة اليومية، واستخدام الأغاني البسيطة، والتطبيقات التفاعلية المصممة لذوي الاحتياجات الخاصة.
كما أن الصبر والثبات على أسلوب معين في التعلم يساعد الطفل على التفاعل بشكل أفضل، بالإضافة إلى تشجيعه على التعبير عن احتياجاته بالكلمات، حتى وإن كانت بسيطة، ويتمثل دور الأسرة في التالي:
- المشاركة اليومية في أنشطة التعلم في المنزل تعزز ما يتعلمه الطفل في المدرسة.
- استخدام اللغة الانجليزية في مواقف الحياة اليومية، كالتحدث بها أثناء اللعب أو تناول الطعام.
- تشجيع الطفل بصبر وتعاطف، مع الاحتفال بأي تقدم يحرزه مهما كان بسيطًا.
نصائح عامة لتسهيل تعليم اللغة الانجليزية للاطفال
يُعد تعليم اللغة الانجليزية للاطفال من أهم المهارات التي يمكن للوالدين غرسها في سن مبكرة، حيث يساعد ذلك على توسيع آفاق الطفل وتمكينه من التواصل بثقة في المستقبل، ولتحقيق أفضل النتائج، من المهم معرفة كيفية تعليم اللغة الانجليزية للاطفال المصابين بالتوحد، و اتباع استراتيجيات تعليمية ممتعة وفعّالة، إليك مجموعة من النصائح العملية التي تسهّل هذه المهمة:
- ابدأ في سن مبكرةالطفولة المبكرة هي المرحلة المثالية لـ تعليم مبادئ اللغة الانجليزية حيث يكون دماغ الطفل مرنًا وأكثر استعدادًا لتعلم الأصوات والمفردات الجديدة بسهولة.
- استخدم الأسلوب التفاعلي، حيث يتم دمج التعليم باللعب من خلال: استخدام الأغاني التعليمية باللغة الانجليزية، و قراءة القصص المصورة بصوت واضح مع تكرار الكلمات، بالإضافة إلى تطبيق أنشطة فنية وحركية مرتبطة بـ مفردات اللغة الانجليزية
- لابد أن تجعل اللغة الانجليزية جزءًا من الحياة اليومية عبر: تخصيص وقت لمشاهدة برامج تعليمية بالانجليزية، أو التحدث مع الطفل ببعض الجمل اليومية البسيطة، كما يمكنك تعليق بطاقات مصورة تحمل أسماء الأشياء باللغة الانجليزية في المنزل.
- كرر واستمر بانتظام، فلا شك أن التكرار هو مفتاح التعلّم لدى الأطفال لذا:كرّر المفردات الجديدة خلال اليوم، و شجّع الطفل على استخدامها في جمل قصيرة، ثم تابع التقدّم بشكل منتظم بدون الضغط أو التوتر.
- ابدأ بـ حروف اللغة الانجليزية ومن ثم المفردات المألوفة للطفل والتي تمثل أشياء في بيئته اليومية
- كن صبورًا ولا تقارن الطفل بغيره، فلكل طفل وتيرته الخاصة، و استخدم التعزيز الإيجابي بشكل دائم، مثل كلمات المدح أو الملصقات
- احرص على تحسين البيئة التعليمية لتكون هادئة وخالية من مشتتات الانتباه، لذا يمكنك الاستفادة من مراكز تعليم اللغة الانجليزية مثل سبارك(Spark) في جعل التعلم ممتعًا ومنظّمًا من خلال محتوى تفاعلي يعتمد على الألعاب والرسوم المتحركة، و دروس مخصصة لمستوى الطفل، بالإضافة إلى تقديم تقارير
- متابعة تساعد الأهل على قياس التقدم وتحفيز الطفل.
اقرأ ايضا :